العمل الجماعي – بناء فريق العمل : خطوة النجاح الأولي للعمل الجماعي
البداية ..
لا قائد بلا أتباع ، و نحن إذا نؤكد أن القائد الناجح لابد أن يكون ماهراً في إدارة و توجيه الأتباع ، فإننا نؤكد أنه يقبل ذلك لابد أن يكون ذكياً في تكوين فريق العمل .
الفريق أو الجماعة أساس أي عمل في الحياة ، سواء كان هذا العمل اقتصادياً ، أو اجتماعياً أو سياسياً .
و البيئة المؤسسية التي تعتمد النظام و الأسس الإدارية ، و التدرج القيادي ، تعد أحد أهم الكيانات في الحياة .
و يُعد بناء فريق عمل ناجح ، أحد أهم مهام القائد ، و لا نبالغ حين نقول أن بناء كبري ناطحات السحاب ربما يكون أسهل كثيراً من بناء فريق عمل مميز ! ، و ذلك لأن التعامل مع البشر أمر شديد الحساسية و الخطورة ، و يحتاج إلي مهارة و فطنة كبيرتين .
ز دعني أستطرد معك في الصفحات القادمة عن الملامح الهامة لبناء فريق عمل ناجح .
و لكن قبل هذا دعنا نتساءل :
بناء فريق عمل مؤثر (لماذا و كيف) ؟
إن المبدأ الذي يقوم عليه العقل الموجه هو أن اثنين أو أكثر من الناس ينهمكون في ملاحقة هدف محدد مع اتجاه ذهني إيجابي يشكلون قوة لا تهزم
الكل يعمل في جماعة .
النمل تبني قراها في تماسكها و النحل يجني رجيق الشهد أعواناً إنها سُنة ربانية أن يكون العمل الجماعي هو الأصل في الحياة ، أنظر حولك فلن تجد أبداً من يعمل وحده .
الإنسان ، الحيوانات ، الطيور ، كلها تعمل بشكل جماعي بديع ، ومن ظن أنه يقدر وحده علي النجاح فهو واهم خدعة الغرور .
و الناظر في التاريخ يري جيداً أن جدودنا الأوائل اعتادوا العمل معاً من أجل البقاء .
فعندما كانوا يذهبون للصيد ، كان ذو النظر الحاد يتولي الحراسة و المراقبة ، و ذلك الذي يعدو أسرع و أقوي يقوم بالصيد . بعد الحرب العالمية الثانية وُجد أن الجيش الذي يعمل بروح الفريق قد حقق أفضل النتائج ، فالسر الحقيقي وراء نجاح اليابانيين هو قدرتهم علي العمل معاً ، و هم لا يعبئون كثيراً إلي من يذهب الفضل و التقدير ، بل يهتمون بالعمل معاً و الفوز معاً و ذلك هو السبب الذي جعل “اليابان” واحدة من أغني البلاد في العالم اليوم .
نعم ، فريق العمل أسلوب فعال و مثمر لأنه يتيح لكل فرد في المؤسسة أن يشعر بالامتلاك و المسئولية ، و ذلك يجعلهم أكثر التزاماً و إصراراً علي تحقيق نتائج أفضل . و العمل بروح الفريق يساعد الناس علي تحقيق تقدير أفضل للذات ، و كذلك ثقة أكثر بالنفس ، كما أنه يشعرهم بأنهم ذوي قيمة ، و هذا من شأنه أن يُحسن الاتصالات و يخلق علاقات أفضل و يزيد من الإنتاجية ، ففريق العمل – بكل بساطة – هو القوة الأساسية لأي مؤسسة .
لماذا لا نهتم بالعمل الجماعي ؟
ظل هذا السؤال يؤرق ذهني فترة من الوقت ، لماذا . مع الفائدة العظيمة للعمل الجماعي . نُفضل عليه العمل الفردي ، و يذهب كل منا إلي الاعتداد برأية و فكره ؟! .
و بحثاً عن إجابة هذا السؤال ، قرأت كثيراً ، و جلست إلي كثيرين من القادة و المديرين ، الذين عُرف عنهم عدم اهتمامهم بالعمل الجماعي ، و عدم قناعتهم بجدوي فرق العمل ، و سألتهم هذا السؤال :
لماذا لا تتوجهون لعمل فرق عمل بدلاً من الاعتماد علي رؤية و فكر الفرد ؟ ، و استطعت أن أجمع بعضاً من الأسباب الرئيسية فكانت كما يلي :
- عدم قناعتنا بجدوي العمل الجماعي .
- ربما تناسب الآخرين لكنها لا تناسبنا نحن .
- تعب و جهد و إرهاق ، هذا ما يعنيه بالنسبة لي (هكذا أجاب بعضهم) .
- يحتاج الأمر إلي كثير وقت و مال ، الوضع الحالي (أرخص ماديا) ! .
- أين لنا بالصبر و الوقت للاستماع لهذا و ذاك ؟ .
- هذا أمر يحتاج إلي دراسة و تعلم ، و حضور دورات ، أين لنا – كمديرين – بذلك الوقت ؟ .
و الملاحظ أن هؤلاء المدراء دائماً ما يجتمعون بمرؤوسيهم و يوجهونهم و يعتمدون عليهم في تحقيق النتائج التي يبغونها ، و مع ذلك فهم ينكرون فكرة فريق العمل ! ، إن الاختلاف الوحيد بين طريقتهم في الإدارة و طريقة فريق العمل هو أنهم دائماً ما يخبرون مرؤوسيهم بما يجب أن يفعلوه ، و إذا حدث أي نوع من الخطأ فإنهم يلقون باللوم علي الجميع بسبب أدائهم السيئ . و هم يبدءون بالتهديد و الوعيد ، و يرسلون المذكرات أملاً أن يحصلوا علي مستوي أداء أفضل من الموظفين عند استخدام أسلوب الضغط معهم .
تقول الأبحاث أن العديد من المدراء يخافون فريق العمل لأنهم لا يشعرون بالأمان ، و يخافون أن يفقدوا سلطاتهم ، أو ربما لأن لديهم مشاكل تتعلق بالذات “Ego Problems” ، لكن العكس هو الصحيح ، فمع فريق العمل يستطيعون أن يكونوا أكثر أمناً و يحققوا نتائج أفضل .
إن معظم مبادئ الإدارة هي :
” أنك تستطيع إحداث المعجزات إذا ما كان لديك إيمان بالآخرين ، و حتي تحصل علي أفضل ما لدي الآخرين ، أختر أن تفكر و تؤمن بأفضل ما لديهم ” ، و فريق العمل بما له من قوة جبارة هو الهدف من تأليف هذه المقالة .
العوامل الأربع لصناعة الفريق المؤثر
قبل أن يبدأ الرئيس أو المدير في تكوين فريق العمل ، يجب عليه أن ينتبه إلي عدة عوامل في غاية الأهمية ، كي يكون فريق العمل فعالاً و مميزاً .
و هذه العوامل هي :
1. الثقة :
أنت قائد ، إذن يجب عليك أن تزرع في فريقك مشاعر الثقة في أنفسهم و في الكيان الذي ينتمون إليه .
أخطر ما يهدد كيان فرق العمل و يخلخل أعمدتها هي الثقة المفقودة ، و التشكيك في قدرة الأفراد علي القيام بواجباتهم و استحقاقهم الانتماء للفريق .
إن الفريق الناجح يجب أن تنتشر الثقة بين أعضائه ، و يجب أن يؤمنوا أن العمل في فريق سوف يساعدهم علي تحقيق أهدافهم ، و أنهم معاً سوف يفعلون المستحيل و يحققون الكثير و الكثير .
2. أعط لكل فرد حقه من الاهتمام و التقدير :
القائد الفعال يفهم جيداً أن الفطرة الإنسانية تبحث دائماً عمن يهتم بها و يقدرها ، لذلك لا يهمل أبدأ تقدير و الاهتمام بجميع أعضاء فريقه بلا استثناء .
ليس هذا و حسب بل يجب أن يحث أعضاء فريقه علي الاهتمام ببعضهم البعض كذلك .
3. الانضباط التام :
فريق العمل لن ينجح في مهمته ما لم يكن لدي أعضاء الفريق رغبة حقيقية و جادة للمشاركة في العمل المطلوب إنهاؤه ، و لابد من توضيح مهمة الفريق للأعضاء و شرح أسباب اختيار كل عضو ، مع التأكيد علي الأعضاء بضرورة أن يكونوا مريحين في إبداء مشاعرهم فيما يتعلق بمشاركتهم في المهمة ، و محاولة معالجة أي تحفظات قد تكون لدي البعض . و بفضل أن يوضح لأعضاء الفريق المكافآت و الحوافز التي ستقدم في حالة الإنجاز الناجح ، و التأكد من أن الأعضاء يعرفون أن الخدمة ضمن الفريق قد تكون معبراً إلي مهام أكثر تحدياً .
4. الإيمان بأهمية التعاون :
بالتعاون ، ووضع اليد في اليد ، ننجز ونصنع و ننتج أكثر .
يجب أن يؤمن فريق العمل بهذا الأمر .
و يجب أن يعوا جميعا أن مصلحة الفريق فوق مصلحة الفرد ، و أن النجاح الجماعي هو الغاية و الهدف .
عندما يعي أفراد فريق العمل هذه الأدوات الأربع لبناء الفريق ، و عندما تصبح هذه العوامل جزءاً لا يتجزأ من حياتهم ، فإنهم سوف يكونون أكثر قوة و فاعلية ، ذلك لأن فريقهم يقوم علي أساس قوي يستطيع أن يقف في مواجهة أي مشاكل أو انتكاسات قد تعترض الطريق ، بروح الفريق سيتجهون جميعاً نحو النجاح الذي لا يحده حد .
الخطوات السبع لبناء فريق ناجح
الآن تعال لأخبرك بالخطوات التي يجب أن تنتبه إليها عند تكوين فريق العمل .
1. تشكيل الفريق :
بادئ ذي بدء يجب أن تتفكر – قبل تكون فريق العمل – في هذه الأسئلة :
من الذي يجب أن ينضم للفريق ؟
و ما الأسس التي سينضمون علي أساسها للفريق ؟
كم سيكون عدد أعضاء الفريق ؟
القائد الفعال عندما يبدأ في اختيار فريق العمل لا يخضع للعواطف ، بل لمعايير علمية بحتة ، و يضع مصلحة الفريق فوق أي اعتبار .
فلابد من اختيار الأشخاص المناسبين ، و يجب علي كل عضو قادم أن يجلب معه مهارة يتم توظيفها لخدمة الفريق .
2. التدريب و التعليم :
بعدما يتم تكوين فريق العمل يبدأ القائد في وضع خطة للارتقاء بإمكانيات الفريق و تدريبهم .
يبدأ الأمر أولا بالتوجيه ، حتي يتعلم الموظف كل شئ عن أعمال الشركة ، كما أن عليه تقديم العضو الجديد إلي بقية الأعضاء و تعريفه بالمنتج أو الخدمات التي يؤدونها . بعد ذلك يقوم بإمداد العضو بكل الأدوات التي يحتاجها في العمل ، و يصحبه في جولة في الشركة و يقدمه لكل الموظفين الآخرين ، كما ينبغي علي القائد هنا أن يتأكد أن الموظف علي أتم الاستعداد لأداء واجبه بتفهم كامل لمسئولياته و عمله ، و أن يسمح له بالانغماس في العمل . بعض الشركات لا تسمح للموظف الجديد بمقابلة العملاء إلا بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر ، إن التدريب الملائم يزيد من ثقة الموظف في قدرته علي العمل و بذلك يحقق النتائج المرغوبة .
3. التواصل الجيد مع الفريق :
القائد الفعال يجب عليه أن يتواصل بشكل مستمر و فعال مع فريق العمل ، خاصة الجدد منهم .
و من الخطأ أن تترك أفراد فريقك بمفردهم ، دون التواصل معهم .
يجب عليك أن تفتح قنوات الاتصال مع أعضاء فريقك فتحفزهم و تباشر عملهم و تشعرهم بوجودك بجوارهم ، فأحرص علي أن تجتمع بهم بشكل متكرر ، و أن تكون متواجداً عندما يحتاجون إليك ، لا يهم ماذا تفعل ، المهم أن تستمر في الاتصال معهم بشكل منتظم ، و لكن يجب أن تضع في اعتبارك النقاط التالية :
- تحدث علي أن النجاح هو نجاح للفريق بأكمله و ليس نجاحاً فردياً .
- عامل كل فرد كما لو كان أهم الأعضاء .
- أظهر لهم اهتمامك بهم بوصفهم بشرًا و ليسوا موظفين فقط .
- استمع إليهم باهتمام عندما يتحدثون .
- أَكثِر من استعمال أسمائهم ، و اهتم بالابتسام و بالإطراء و المديح .
4. الرؤية :
ينبغي علي القائد أن يساعد أعضاء فريقه علي تنمية رؤيتهم الخاصة ، كما ينبغي عليه تشجيع أفكارهم و امتداحهم عندما يتوصلون لأفكار جديدة .
5. تحديد الهدف :
إن القائد يقوم بإشراك فريقه في عملية تحديد أهداف الفريق ، و كذلك في تقرير الإستراتيجية و خطة العمل من أجل تحقيق هذه الأهداف ، فإذا ما شارك أعضاء الفريق في تحديد أهداف الفريق فإن ذلك سوف يزيد من قوة الفريق و قدرته علي تحقيق تلك الأهداف ، كما يشير توم بيترز : “بحكم التجربة و الخبرة أشرك كل الناس في كل شئ” .
6. التقدير و الشكر :
عند نجاح شخص في فريق العمل بالقيام بالجزء الخاص به فيجب تشجيعه و الاحتفاء به .
و يجب أن يشعر أعضاء الفريق بالسعاده و السرور عندما يحقق أي زميل لهم نتائج طيبة .
أسس اختيار فريق العمل
من الأخطاء التي يقع فيها كثير من المديرين و القادة ، هو بحثهم عن أشخاص يتوافقون مع توجهاتهم و وجهات نظرهم .
و لقد أثبتت التجارب أن هذا ليس بالأمر الرشيد ، فالفريق الفعال هو الذي يحتوي علي أشخاص مختلفين ، يحمل كل فرد منهم سمات و صفات مستقلة عن الآخر .
يحتاج القائد أن يستعين بأشخاص مبتكرين يخالفونه في التوجهات و الأساليب ، كي يجددوا روح الفريق بشكل دائم .
و هناك بعض الأصناف التي رأي أهمية تواجدها في فريق العمل ، و منها :
1. العملي المنفذ :
يؤمن بأهمية الإنجاز ، حاسم و سريع في اتخاذ القرارات ، يتمتع بشخصية متميزة قوية ، فعال ، مخلص ، يمكن الاعتماد علي أدائه .
2. الكمبيوتر :
هذا هو قاعدة بيانات الفريق ، شخصية تحب جمع المعلومات ، و التأني قبل إصدار القرارات ، يمتاز بالصبر و الحذر ، و يجب أن يدرس الموقف جيداً قبل اتخاذ قراره .
هذا الصنف مهم في الفريق لأنه يريك الوقائع بشكل منظم و حقيقي .
3. الشخصية الإدارية :
هذا العضو يعطي العملية الإدارية الاهتمام الأكبر ، تجده مهتماً بسير العمل ، و إعداد التقارير ، و التأكد من أن الخطط تسير بشكل منظم ، هذا الصنف مهم جداً في تنظيم العمل ، و إعادة عجلات الفريق إلي القضبام مرة أخري إذا ما جنحت أو خرجت عنه .
4. الكاريزما :
و هو عضو يتمتع بحضور طيب ، شخصيته جذابة ، معروف بأنه مهذب و لطيف ، يجبه أفراد الفريق و يطيعونه .
لذا يكون من السهل جمعهم و تحفيزهم من خلاله ، و هذا العضو بالغ الأهمية في فريقك .
5. المبدع الخيالي :
هذا العضو يتمتع بخيال خصب ، و دائماً ما يثري الفريق بأفكار و رؤي جديدة و خلابة .
أهمية هذا العضو تنبع من كونه كالرئة التي تكسر حدة و نمطية الأفكار ، و تغذي روح الفريق بما هو خارج عن حدود المألوف .
هذا الشخص تجده واسع الرؤية ، يري الصورة الكلية الشاملة أكثر من رؤيته للأمور البسيطة .
أي من هؤلاء الخمسة تجده في فريقك ؟ ، إنه لمن الإبداع أن ينضم تحت لوائك مجموعة مختلفة متباينة المواهب و القدرات ، و الأكثر إبداعاً أن تنجح في توظيفهم بشكل عملي و فعال في خدمة الفريق .
بالطبع ليس الأكثر سهلاً ، لكنه في المقابل سيعود بفائدة كبيرة جداً علي الفريق .
و من الأخطاء التي دائماً ما تتكرر أن يحاول القائد جمع فريق عمل متشابه في أفكاره و رؤاه و أطروحاته ، مما يجعل أفق المجموعة محدوداً ، و يطرد من سمائهم طيور الإبداع و الابتكار .
كيف ترفع من مستوي إنتاجية فريقك ؟
قد يري البعض أنه من السهل تكوين فريق عمل ، و هذا قد يكون حقيقياً إذا ما تعلق الأمر بتجميع بعض الأشخاص في فريق واحد .
لكننا لا يمكن أن نسمي هذا الفريق بالفريق الناجح الفعال ، ما لم يتوفر فيه مجموعة سمات هامة و هي :
1. إشعال نار الإنجاز في أفئدتهم :
لا يجب أبداً أن تخيم النمطية و الروتين علي فريق عملك .
بل يجب أن تنفث في فريقك – باستمرار – روح الحماسة و الإنجاز .
حاول أن تكلفهم بمهام وضع لهم وقتاً للتنفيذ أقل من الوقت المعتاد مع مراعاة عدم التفريط في الجودة و الكمال ، كي تنشط لديهم روح العمل و الانجاز .
2. ضع أمامهم تحديات :
القناعة كنز لا يفني ، إلا في النجاح و التفوق و الإنجاز ! .
الطمع في تحقيق الأفضل ، و تحدي الذات شئ مهم و مطلوب .
القائد الرائع يشكر فريقه دائماً علي الإنجازات التي حققوها ، ثم يصحبهم معه لتحقيق إنجازات أكثر و أكبر .
كما أن وضع تحديات جديدة أمام الفريق من شأنه أن يثير فيهم الحماسة و القوة و العمل بدأب و جدية .
3. ورشة تفكير :
هذه من الأساليب المبدعة في شحذ همة الفريق .
في كل اجتماع لفريقك ، اطرح قضية ما ، و اصنع جلسة عصف ذهني ، كل شخص يقول رأيه و فكرته و أطروحاته .
اجعل في الاجتماعات فترة لمناقشة و تحليل الأفكار الجديدة ، شجع الفريق علي أن يأتي بأفضل ما لديه ، لا تسخر من ألأفكار أو تهون من قيمتها .
القائد الفعال يولي للأفكار – مهما كانت تفاهتها – أهمية كبيرة .
أهمية ورشة التفكير :
- تعطي مساحة من الإبداع لفريق العمل .
- تولد أفكار جديدة و فعالة .
- تزرع الثقة في نفوق فريق العمل ، و بأهمية رأي كل فرد فيهم .
- تعمل علي زرع الانتماء في نفوس الفريق ، لأنهم هم أصحاب الأفكار التي يتبناها الفريق .
4. محاصرة المشكلات :
بلا شك ستواجه الفريق مشكلات ، سواء المتعلقة بالفريق ككل ، أو بأحد أفراد الفريق ، الفريق الفعال يتعاون في حل مشكلاته بنفسه ، و يؤمن بحتمية التعامل الايجابي و الجذري مع كل ما يعترض طريقه .
5. زيارة إلي معسكرات المنافسين :
فكرة مبدعة أن تصحب فريقك بشكل دوري إلي فرق أو شركات منافسة لك ، و من الرائع جداً أن يتشاور أفراد الفريق في أساليب الفرق المنافسة و دراسة أسباب تفوقهم ، و هذا من الأشياء التي ترفع إمكانات الفريق ، و توسع أفقهم و إدراكهم ، و تجعلهم علي مستوي المنافسة و التحدي .
الأفكار الخمس السابقة تساعد علي أن تجعل فريقك أكثر انتباهاً ، حماساً ، إبداعاً ، و تحفيزاً ، عليك أيضاً أن تشجع أعضاء فريقك علي التجمع معاً خارج نطاق العمل للغذاء أو تناول القهوة خارج المكتب مرة أسبوعياً بعد انتهاء ساعات العمل ، يمكنك أيضاً أن تجتمع مع فريقك علي العشاء أو لتناول القهوة مرة كل شهر بعيداً عن العمل ، و يمكن أن يتم اختيار المطعم أو المكان بواسطة أعضاء الفريق أنفسهم .
الموظف المنعزل .. كيف تتعامل معه ؟
هناك من البشر أشخاص اجتماعيون ، يندمجون بشكل أسرع من غيرهم ، في المقابل فإ، هناك فئة تحب العزلة و تتردد قبل الانخراط مع الآخرين .
و قد يقابلك – كقائد لفريق العمل – عضو أو أكثر من النوع المنعزل ، و قد تجد أن انعزاله يبعده عن روح الفريق ، و هنا تكمن المشكلة ، حيث ستجد خللاً في شخص يُحلق وحده خارج السرب ، و أنصحك عند حدوث مثل هذا الأمر بما يلي :
1. لقاء خاص :
اجتمع به في لقاء حميمي علي انفراد و حاول أن تكتشف ين تكمن المشكلة .
2. السلوك غير النية :
إن السلوك قد يكون سيئاً أو خاطئاً ، بينما تكون النية سليمة ، أنصحك إن ساءك من هذا الشخص سلوك ألا تترجمه علي أنه تكبر أو تعنت ، بل افترض دائماً حسن النية .
3. شجعه :
أخبره عن تشوقك أنت و أفراد الفريق لمشاركته معهم ، و طمئنه لتقبلك له و تفهمك لطبيعته .
4. ادعمه :
ساعده علي عملية التغيير ، تقبله ، تفهمه ، ادعمه دائماً ، طمئنه علي تقبلكم له ، لوح له أنكم سوف تكونون أكثر تقبلاً و سعادة به إن تغير سلوكه .
5. قيمه :
بعد فترة يجب تقييم الشخص ، و إخباره برأيك في طبيعته و سلوكه ، علي أن يكون ذلك بعد المهلة التي أعطيتها له لتغيير سلوكه .
6. اعزله
إذا لم يندمج هذا الشخص بعد كل الفرص التي أعطيتها له ، فستضطر لإعطائه مهلة زمنية ثم تستبعده من الفريق .
و يجب أن تكون مصلحة الفريق أهم مصلحة الأفراد ، لذا سيكون من الجيد – مهما كنت حزيناً – أن تعزل الشخص الذي لا يضيف للفريق ولا يندمج مع روح الجماعة .
نزاع و مشكلات – فريق العمل .. كيف تتعامل معها ؟
المشكلات شئ لا يمكن تجنبه أبداً ، فاختلاف عقولنا ينشئ تبايناً في آرائنا ، و هذا يؤدي – بطبيعة الحال – إلي الاختلاف و النزاع .
و القائد يلعب دوراً بالغ الأهمية في التعامل مع المشكلات ، بل هو العامل الأول في حل أو إشعال أي نزاع .
هناك قادة يتجاهلون المشكلة و يغضون الطرف عنها ، فتشعل ، ولا تنتهي ، و هناك من يتدخل بحدة فيزيد النزاع .
التدخل يجب أن يكون بحكمة و مرونة و اتزان ، و فيما يلي مجموعة من النصائح المهمة في هذا السياق :
- في البداية نم في أفراد فريقك الميل لحل مشكلاتهم بأنفسهم ، و أن يتحلوا بالشجاعة اللازمة ليجلسوا معاً و يناقشوا الموقف بصوت هادئ و ملائم للوصول لأرض مشتركة .
- إذا لم يٌفلح ذلك ، اقترح عليهم الاستعانة بطرف ثالث ليساعدهم علي التوصل لحل يرضي جميع الأطراف .
- إذا لم يفلح ذلك ، شجعهم علي الاستعانة بحَكَمٍ يجلس مع الطرفين و يستمع إليهم ، ليعطيهم قراره في النهاية ، و يجب أن يُقبل هذا القرار من جانب الطرفين لأنهما من قاما باختيار الحكم منذ البداية علي أساس الثقة في حكمه ورأيه .
إذا لم يفلح كل هذا ، فعليك أن تلجأ إلي الخطوات التالية :
- تدخل بنفسك و أطلب من طرفي النزاع الحضور إلي مكتبك و عندئذ قم بالآتي :
أ – ذكرهم بالهدف من وراء العمل كفريق .
ب – اطلب منهم التركيز علي النتائج ، و ليس علي السلوكيات أو ما قيل في الماضي .
ج – اطلب من كل طرف أن يذكر الصفات الحسنة التي يراها في الطرف الآخر .
د – اسألهم عن الطريقة التي يفضلون بها إنهاء الموقف .
هـ – أسألهم ما هي المساعدة التي ينتظرونها منك .
و – اطلب منهم خطة يلتزمون بها لتجنب تكرار مثل هذا الموقف في المستقبل .
ز – قم بتخليص كل ما قالوه ، وجه الشكر للطرفين و ذكرهم بأنهم أعضاء في فريق واحد ، ثم اذكر لهم العواقب الوخيمة التي ستحدث إذا لم يتم تصفية الموقف .
ح – احرص علي المتابعة : كما ذكرت أنفاً ، احرص علي عدم إصدار أحكام بسرعة ، و لا تَمل لأحد الأطراف ، كما لا يجب عليك أأن تحاول إيجاد حل للمشكلة ، إذا يجب علي طرفي النزاع التواصل للحل ، تستطيع بهذه الطريقة أن تساعدهم في تعلم كيفية التعامل مع مثل هذه المواقف في المستقبل ، و إذا ما حرصت علي تقديم المساعدة و المتابعة و الدعم باستمرار فيمكنك أن تقي فريقك الكثير من المنازعات و المشاحنات التي قد تؤذي الفريق ، و تؤذيك و تؤذي المؤسسة .
و في الأخر أقول ..
سُئلِ قاطعا صخور ذات مرة عما يفعلان ، فأجاب الأول : “أنني أقوم بتقطيع الصخور إلي أحجار” ، و أجاب الثاني : “إنني أعمل ضمن الفريق الذي يقوم ببناء الكاتدرائية” . ففريق العمل مفيد و فعال كما تري ، لذلك .. إذا لم يكن لديك فريق ، فكر بجدية في تشكيل واحد ، إما إذا كان لديك فريق بالفعل ، فاعمل علي تحسينه وجعله في أفضل حال ممكنة ، ساعد فريقك علي النمو و التحسن و سوف يساعدك فريقك – بدوره علي أن تكون الأفضل .
احرص علي تجنب التعليقات السلبية عن فريق العمل ، فلسوء الحظ فإن الأشخاص السلبيين موجودون حولك في كل مكان ، وهم يحاولون دائماً التأثير عليك ـ لتفكر و تتصرف بشكل سلبي مثلهم تماماً ، و يشير كنفوشيوس : “إن هؤلاء الذين يسلكون طرقاً مختلفة لا يستطيعون إسداء النصح لبعضهم البعض” فالسلبيون بسلكون طريقاً مختلفاً ، لذلك لا تعر آذانك لهم . أجعل فريق العمل جزءاً من حياتك ، و في هذا المجال تذكر قول هايوود : “إن رأسين أفضل من رأس واحد عقلين أفضل من عقل واحد” و يقول شكسبير : “واحد للجميع و الجميع لواحد” . فاحرص علي أن تكون لاعباً في فريق لأنه ليس بمقدور واحد أن يفعل أي شئ بمفرده ، ولا يستطيع أن يتواجد في مكانين في وقت واحد ، أجعل فريق العمل أسلوبك في الحياة و سوف تكون في طريقك لتحقيق النجاح المعلق .
اتخذ القرار لتكون لاعب فريق .
إرسال تعليق